
نقلا عن وكاله قنا بتصرف
كشفت شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI)، المطوّرة لتقنية “تشات جي بي تي” (ChatGPT)، عن خطة طموحة لتحويل التعليم الجامعي من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة الأكاديمية، وذلك ضمن مبادرة أطلقت عليها اسم “الجامعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي” (AI-native Universities).
وتهدف الخطة إلى إعادة تعريف تجربة التعليم العالي عبر توفير أدوات ذكية تفاعلية تساعد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في العملية التعليمية، ما يسهم في تعزيز الإبداع الأكاديمي، وتخصيص التعلم، والاستعداد لسوق العمل المعتمد بشكل متزايد على التقنية.
وبحسب الشركة، فإن المبادرة تسعى إلى سد الفجوة بين أساليب التعليم التقليدية والمنهجيات الحديثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، من خلال تقديم بيئة تعليمية تفاعلية وقابلة للتكيّف، تضع الطالب في مركز العملية التعليمية.
وفي أولى خطوات التنفيذ، أعلنت “أوبن إيه آي” عن تعاونها مع نظام جامعة ولاية كاليفورنيا، أحد أكبر أنظمة التعليم في الولايات المتحدة والذي يضم أكثر من 460 ألف طالب. وفي حال نجاح التجربة، سيتم توسيع نطاق المبادرة لتشمل مؤسسات تعليمية أخرى حول العالم، في تحول قد يعيد تشكيل ملامح التعليم الجامعي التقليدي.
من جهتها، أكدت ليا بيلسكي، نائبة رئيس التعليم في “أوبن إيه آي”، أن الشركة ملتزمة بدمج الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ومستدام في البنية التحتية للجامعات، موضحة أن الخطة تهدف إلى توسيع نطاق الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بما يمكّن جميع الطلاب من الاستفادة من تجارب تعليمية مخصصة وأكثر فاعلية.
وتركز الخطة على إنشاء بيئة تعليمية يتم فيها توفير حساب ذكاء اصطناعي شخصي لكل طالب، على غرار البريد الإلكتروني الجامعي، يمكن من خلاله الوصول إلى مساعدات ذكية تتولى أدوارًا متعددة مثل تصميم الدروس، إعداد المواد التعليمية، التفاعل الصوتي، والمساعدة في جلسات المراجعة والاختبارات التجريبية.
أما بالنسبة لأعضاء هيئة التدريس، فتتيح الخطة إنشاء روبوتات تعليمية مخصصة لكل مادة أو فصل دراسي، تساهم في تقديم محتوى مخصص وتفاعلي للطلبة، إضافة إلى دعم عمليات الإرشاد الأكاديمي وخدمات التوظيف عبر أدوات ذكاء اصطناعي موجهة.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يتزايد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التعليم، وسط توقعات بأن تسهم التقنيات الجديدة في تحسين جودة التعليم، وخفض التكاليف، وتوسيع فرص الوصول إلى المعرفة، بما يعزز التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي حول العالم.
