
نظّمت مؤسسة أناسي للإعلام، بالتعاون مع سفارة جمهورية مالطا لدى الدولة، حلقة نقاشية ضمن برنامج “موعد نقاش” تحت عنوان: “الكُنتيلينا: الجذور العربية في اللغة المالطية وعصر العرب والإسلام في مالطا”، وقدّمتها سعادة ماريا كاميليري كاليا، سفيرة جمهورية مالطا لدى دولة الإمارات.
شهدت الحلقة حضور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، أول سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، إلى جانب عدد من السفيرات، وزوجات السفراء، وعضوات من السلك الدبلوماسي، بالإضافة إلى نخبة من الشخصيات الثقافية والمهتمات بالشأن التراثي، وعضوات من برنامج “موعد نقاش”.
وخلال الجلسة، قدّمت سعادة ماريا كاميليري قراءة معمقة في تطور اللغة المالطية وعلاقتها التاريخية الوثيقة بالعالم العربي-الإسلامي، مسلطة الضوء على عدد من المحاور الجوهرية، أبرزها قصيدة “الكُنتيلينا”، التي تُعد أقدم نص أدبي معروف باللغة المالطية، ويعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، وقد كُتبت بأحرف لاتينية. وتُعد هذه القصيدة مرجعاً لغوياً ثميناً يعكس ملامح اللغة المالطية في بداياتها، والتي كانت تُصنف كلغة ذات بنية وفونولوجيا سامية، أقرب ما تكون إلى اللغة العربية.
كما استعرضت السفيرة كيف تعمل “الكُنتيلينا” كجسر لغوي وثقافي يربط بين الهوية الأوروبية الحديثة لمالطا وتراثها السامي، وقدمت خلفية تاريخية عن العصر العربي-الإسلامي في مالطا، الذي امتد بين عامي 870 و1091 ميلادية، وهي فترة تركت أثراً لا يُمحى على اللغة والثقافة والهوية المالطية، ولا يزال تأثيرها حاضراً في المجتمع المالطي حتى اليوم، خاصة ضمن المشهد الأورو-متوسطي.
وأكدت ماريا كاميليري خلال حديثها أهمية التعاون الثقافي وتبادل المعرفة كوسيلة لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات.
وفي ختام الجلسة، فُتح باب النقاش أمام الحضور، حيث طُرحت تساؤلات ثرية حول اللغة المالطية، وعمقها الثقافي، وأهميتها المعاصرة كهوية لغوية فريدة على تقاطع الحضارات.
نقلا عن وكاله وام بتصرف
