عندما نسمع مصطلح “اكتئاب ما بعد الولادة”، غالبًا ما يتبادر إلى أذهاننا الأمهات — وهذا أمر مفهوم، إذ تُعد الصحة النفسية للأمهات أمرًا بالغ الأهمية. لكن ماذا عن الآباء الجدد؟
رغم قلة الحديث عنه، فإن اكتئاب ما بعد الولادة عند الآباء هو حالة حقيقية تؤثر على نحو 10% إلى 25% من الآباء حول العالم، بما في ذلك في الإمارات ودول الخليج. وإذا تُرك دون تشخيص أو علاج، فقد يؤدي إلى عواقب خطيرة تطال الأب، والشريكة، والطفل، والعائلة بأكملها.
ومع تغيّر مفهوم الأبوة الحديثة، حان الوقت لتسليط الضوء على هذه القضية الصحية الصامتة وكسر حاجز الصمت المحيط بها.
ما مدى شيوع اكتئاب ما بعد الولادة لدى الآباء؟
تشير الدراسات إلى أن انتشار اكتئاب ما بعد الولادة بين الآباء يتراوح بين 10% و25%، اعتمادًا على عوامل مثل المجتمع وأدوات الفحص المستخدمة.
وعلى الرغم من هذه النسبة، فإن هذا النوع من الاكتئاب غالبًا ما لا يُشخّص بسبب غياب الفحص الروتيني وقيود الثقافة التي تمنع الرجال من الإفصاح عن معاناتهم النفسية.
يتم التشخيص عادةً من خلال التقييم السريري، واستخدام أدوات فحص معتمدة مثل مقياس إدنبرة لاكتئاب ما بعد الولادة، بالإضافة إلى الإحالة لأخصائيي الصحة النفسية عند الحاجة. كما تلعب مجموعات الدعم النفسي دورًا مهمًا في مراحل العلاج والتعافي.
كيف تختلف الأعراض بين الآباء والأمهات؟
رغم وجود بعض الأعراض المشتركة بين الآباء والأمهات، مثل التوتر، والقلق، والإرهاق، إلا أن الرجال غالبًا ما يعبرون عن الاكتئاب بطريقة مختلفة، وقد تشمل:
تتأثر الأعراض بأدوار النوع الاجتماعي والضغوط المجتمعية وآليات التعامل الشخصية.
ما العوامل التي تزيد خطر الإصابة عند الآباء؟
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية إصابة الأب باكتئاب ما بعد الولادة، منها:
التعرف المبكر على هذه العوامل يسهم في الوقاية من الإصابة أو التدخل المبكر.
لماذا لا يتم تشخيص العديد من الآباء أو علاجهم؟
هناك عدة أسباب تؤدي إلى عدم اكتشاف اكتئاب الآباء، منها:
نتيجة لذلك، يعاني كثير من الآباء بصمت، دون أن يعلموا أن ما يمرون به هو حالة قابلة للعلاج.
ما أبرز الحواجز التي تمنع العلاج؟
تشمل أبرز المعوّقات التي تمنع حصول الآباء على العلاج المناسب:
كل هذه العوامل تجعل الآباء أقل ميلًا لطلب المساعدة، رغم حاجتهم الماسة لها.
هل أدوات الفحص الحالية كافية؟
للأسف، فإن ممارسات الفحص الحالية لا تزال غير كافية لاكتشاف اكتئاب الآباء.
ففي معظم الأنظمة الصحية، لا يتم فحص الآباء بشكل روتيني، ولا يتلقى العديد من الأطباء التدريب اللازم للتعرف على الأعراض النفسية لدى الرجال.
ولذلك، فإن تحسين أدوات الفحص، وزيادة التوعية، وتوفير تدريب متخصص للرعاية الصحية الأولية تمثل خطوات ضرورية نحو الحل.
ماذا تقول الأبحاث؟
أبرز الدراسات التي تناولت هذه المشكلة:
الختام:
اكتئاب ما بعد الولادة لدى الآباء ليس ضعفًا ولا تقصيرًا، بل هو حالة طبية حقيقية تحتاج إلى فهم ودعم ومتابعة.
ومع ازدياد الحديث عن الصحة النفسية للأمهات، علينا أن نوسّع دائرة الرعاية لتشمل الآباء أيضًا — فهم بحاجة إلى من يُصغي لهم، ويُطمئنهم، ويمنحهم أدوات الشفاء.
فالآباء الأصحاء نفسيًا هم جزء لا يتجزأ من أسر متوازنة، وأطفال ينمون في بيئة مليئة بالدعم والاحتواء.
2 أكتوبر 2025 عجمان – أعلنت مجموعة السعودي الألماني الصحية عن خطوة استراتيجية جديدة تعكس…
مع بداية مواسم الانتقال بين الفصول، خصوصًا في الخريف والشتاء، ترتفع معدلات إصابة الأطفال بالفيروسات…
دبي، الإمارات العربية المتحدة – 28 سبتمبر– في إنجاز يرسخ ريادتها في القطاع الصحي على…
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 22 سبتمبر 2025 – استضاف مستشفى ريم بفخر ندوة )…
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة – 22 سبتمبر – تحوّل يوم عادي في حياة سيدة تبلغ…
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 22 سبتمبر 2025 – استضاف مستشفى ريم بفخر ندوة )…