
تبرز دولة الإمارات، في ظل التحولات العالمية السريعة، كواحدة من أكثر الدول ابتكاراً واستعداداً لقيادة اقتصاد المستقبل، حيث تواصل صياغة نموذج اقتصادي متفرد يجمع بين الإبداع والتنافسية الدولية، مستندة إلى رؤية إستراتيجية تقوم على التكنولوجيا المتقدمة، والاستدامة، والتنوع الاقتصادي.
ويعد اقتصاد المستقبل في الإمارات واقعاً ملموساً يعكس تحولاً عميقاً عن النماذج التقليدية، ويرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: التنويع الاقتصادي عبر تقليل الاعتماد على النفط وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية مثل السياحة والصناعة والخدمات المالية؛ والابتكار التكنولوجي من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، والروبوتات لتعزيز الكفاءة والإنتاجية؛ والاستدامة عبر مشاريع الطاقة النظيفة وخطط الحياد الكربوني لضمان التوازن بين النمو وحماية البيئة.
ومن خلال مشاريعها العملاقة ورؤيتها المستقبلية، تضع الإمارات نفسها في صميم التحولات الاقتصادية العالمية، مستهدفة أن تكون نموذجاً عالمياً للتنمية المستدامة والتنافسية. وفي هذا الإطار، تستعد أبوظبي لاستضافة “قمة إنفستوبيا 2025” يومي 26 و27 فبراير الجاري، باعتبارها منصة رئيسية لاستشراف مستقبل الاقتصاد الوطني وتعزيز موقعه على الساحة الدولية، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، مع التركيز على التقنيات الحديثة والقطاعات الواعدة.
وتُعد رؤية “نحن الإمارات 2031” ركيزة أساسية لمسار الدولة نحو المستقبل، إذ تستهدف تعزيز مكانة الإمارات كشريك اقتصادي عالمي مؤثر، ورفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 3 تريليونات درهم، وزيادة الصادرات غير النفطية إلى 800 مليار درهم، ورفع حجم التجارة الخارجية إلى 4 تريليونات درهم.
وترتكز إستراتيجيات اقتصاد المستقبل على مجموعة من المبادرات الكبرى مثل “مئوية الإمارات 2071″، و”خطة اقتصاد الخمسين”، وإستراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية “البلوك تشين”، وإستراتيجية التنمية الخضراء، وإستراتيجية الثورة الصناعية الرابعة، وإستراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الإمارات تبني أسساً متينة لاقتصاد معرفي مستدام، يعزز موقعها كوجهة عالمية للأعمال المبتكرة، وللاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، بفضل إستراتيجياتها الداعمة لاقتصاد أكثر ذكاءً وتنافسية، قائم على العلوم والتكنولوجيا، ويعتمد على الكفاءات الوطنية والمواهب العالمية.
وأشاروا إلى أن الإمارات تعتمد سياسات استباقية لترسيخ مكانتها كمحور رئيسي للابتكار والاستثمار، من خلال تحفيز الاستثمارات الأجنبية بقوانين مرنة وحوافز ضريبية، وتعزيز التعاون الدولي مع الحكومات والشركات العالمية لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا، إضافة إلى دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة عبر بيئة محفزة ومتكاملة.
وأكدت معالي نثاتي موروسي، وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعلوم والابتكار في مملكة ليسوتو، ريادة الإمارات في بناء اقتصادات المستقبل، وقدرتها على قيادة مشهد الابتكار العالمي، مشيرة إلى أن مبادراتها الدولية تسهم في خلق نماذج اقتصادية متطورة حتى في الدول النامية.
وأضافت أن اعتماد الإمارات على الابتكار جعلها وجهة مفضلة للمستثمرين الدوليين، مؤكدة رغبة بلادها في تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدولة للاستفادة من تجاربها الرائدة.
من جانبه، قال إيريك جاريس، مهندس التقنيات المتقدمة في شركة “L3Harris Technologies” الأمريكية، إن المجموعة تسعى لتوسيع قدراتها الصناعية في الإمارات لما تتمتع به من بيئة متميزة لتحويل الابتكارات إلى مشاريع عملية مستدامة.
نقلا عن وكاله وام بتصرف
