
لا يُمكن الحديث عن المؤثرين العرب دون التوقف عند أحمد الشقيري، الإعلامي السعودي الذي تجاوز مفهوم الشهرة ليصبح رمزًا للفكر الهادف والرسالة الإنسانية. فمنذ بداياته ببرنامجه الشهير “خواطر” مرورًا بتجاربه اللاحقة مثل “قمرة” و**”سين”**، استطاع أن يصنع نموذجًا مختلفًا للمحتوى العربي، يجمع بين العمق والبساطة، وبين الفكر والإلهام.
رحلة إعلامية ملهمة
بدأ الشقيري رحلته الإعلامية في وقت كان فيه المشهد العربي يفتقر إلى محتوى تثقيفي جذاب، فملأ هذا الفراغ ببرامج تبسط القضايا الكبرى وتربطها بالحياة اليومية. لم تكن برامجه مجرد حلقات عابرة، بل تحوّلت إلى دروس عملية في التفكير النقدي والبحث عن حلول واقعية للتحديات الاجتماعية.
أسلوب فريد
ما يميز أحمد الشقيري هو لغة الخطاب؛ فهو يخاطب المشاهد وكأنه صديق قريب، بعيدًا عن التعقيد أو التكلّف. يستخدم أمثلة من الحياة اليومية، ويعتمد على الصور، الأرقام، والتجارب الحية ليدعم أفكاره. هذا الأسلوب جعله قادرًا على التأثير في جيل كامل من الشباب العربي.
التأثير الفكري والاجتماعي
لم يتوقف تأثير الشقيري عند التثقيف فقط، بل امتد إلى المبادرات الاجتماعية، حيث ألهم ملايين المتابعين للانخراط في العمل التطوعي والمبادرات الإنسانية. كثير من الشباب الذين تابعوا برامجه انخرطوا لاحقًا في مشروعات خيرية وريادية، مما يؤكد أن تأثيره تجاوز الشاشات إلى الواقع.
نموذج مختلف عن المؤثرين التقليديين
في زمن يقاس فيه تأثير الكثير من الشخصيات بعدد المشاهدات أو الإعلانات، يظل الشقيري حالة فريدة؛ إذ يقاس نجاحه بعدد الأفكار التي زرعها في عقول الشباب، وعدد المشاريع التي ألهم بها أجيالًا كاملة. لذلك، يُعتبر من المؤثرين القلائل الذين حافظوا على استمرارية وعمق الرسالة عبر السنين.
المستقبل
ومع التحولات الرقمية وتوسع المنصات، يواصل أحمد الشقيري التأثير عبر محتوى قصير على شبكات التواصل الاجتماعي، مقدمًا رسائل مركّزة وسريعة تناسب وتيرة العصر. إلا أن جوهر رسالته لم يتغير: تقديم محتوى ينهض بالوعي ويزرع الأمل.
