
معجزة طبية في دبي: أطباء ينقذون مريضًا من الموت باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي
فريق طبي من مستشفى إن إم سي رويال ينقذ حياة شاب مغربي من جلطات رئوية قاتلة بفضل تقنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي ينقذ حياة شاب مغربي في الثلاثين من موت محتم
دبي، الإمارات العربية المتحدة –2025
شاب مغربي في السادسة والثلاثين من عمره وجد نفسه فجأة بين الحياة والموت بعد حادث مروري مروّع انتهى بجلطات رئوية ضخمة هددت حياته. لكن في لحظة حاسمة، تحوّل الذكاء الاصطناعي من تقنية مستقبلية إلى طوق نجاة، حيث استخدم الأطباء في مستشفى إن إم سي رويال – مجمع دبي للاستثمار (DIP) أحدث أنظمة التدخل الطبي المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإجراء عملية نادرة أنقذت حياته وأعادت إليه الأمل من جديد. هذه السابقة الطبية غير المسبوقة على مستوى المنطقة جسدت التقاء العلم بالرحمة وأكدت أن الابتكار يمكن أن يغير مصير إنسان كان على حافة الموت.
المريض، الذي نُقل بسرعة عبر مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف مما ساهم في التعامل الطبي السريع مع الحالة نتيجة الخدمات التكاملية والتواصل الفعال بين فريق عمل إسعاف دبي وقسم الطوارئ في المستشفى حيث وصل المريض في حالة حرجة للغاية: ضغط دم منخفض بشكل خطير، انهيار في الدورة الدموية، وحاجة ماسة إلى جهاز التنفس الاصطناعي. كشفت الفحوصات عن وجود انسداد ضخم في الشرايين الرئوية مع ضغط شديد على القلب، وهي حالة قد تصل فيها نسبة الوفيات إلى 30% إذا لم يتم التدخل على الفور.
في مواجهة هذا التحدي، تعاونت فرق الأشعة التداخلية وأمراض الرئة والقلب والعناية المركزة وجراحة العظام في المستشفى، بقيادة الدكتور شهيان صديقي أخصائي الأشعة التداخلية، إلى جانب الدكتور هارديك باتيل أخصائي أمراض الرئة، والدكتور نيراج غوبتا أخصائي أمراض القلب التداخلية، والدكتور أبهيشيك داديتش أخصائي جراحة العظام والرضوض، وبدعم من أطباء العناية المركزة الدكتور خالد إيلدار يوسفوف والدكتورة بوفانيسواري راجا. هذا الفريق المتكامل أجرى عملية عاجلة باستخدام تقنية FLASH 2.0 المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي استُخدمت لأول مرة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتمكنوا بفضلها من إزالة الجلطات بسرعة ودقة وبأقل فقدان للدم، ما أدى إلى تحسن فوري في الدورة الدموية وخروج المريض من جهاز التنفس الاصطناعي خلال 48 ساعة فقط.
وقال الدكتور شهيان صديقي:
“كانت حالة حرجة للغاية ومعقدة بسبب الإصابات المتعددة الناتجة عن الحادث، لكن استخدام هذه التقنية المتقدمة منحنا القدرة على الوصول السريع للشرايين الرئوية وإزالة الجلطات بكفاءة، وهو ما أنقذ حياة المريض بالفعل.”
وأضاف الدكتور عبدالصمد بونيكار، رئيس قسم الأشعة التشخيصية والتداخلية في المستشفى:
“نؤمن أن دورنا لا يقتصر على العلاج فقط، بل على توفير أحدث ما توصل إليه العلم لمرضانا حتى في أصعب الظروف. هذه العملية دليل على أن التكنولوجيا حين تقترن بالإنسانية يمكن أن تصنع معجزات حقيقية.”
وبعد أسبوعين من الرعاية الطبية المتكاملة، التي شملت أيضًا جراحة لتثبيت كسر الفخذ، غادر المريض المستشفى في حالة مستقرة ليبدأ رحلة جديدة من حياته. وفي أول تعليق له بعد خروجه، عبّر الشاب المغربي عن مشاعره قائلاً:
“كنت أعتقد أن نهايتي اقتربت، فقد شعرت أن كل شيء ينهار من حولي بعد الحادث. عندما أخبروني أن لدي جلطات في الرئة وأن حالتي خطيرة جدًا، فقدت الأمل تمامًا. لكن الفريق الطبي في دبي لم يتركني للحظة، كانوا يقاتلون من أجلي وكأنني واحد منهم. لم أكن أتخيل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينقذ حياتي، لكنني اليوم أعيش بفضل هذه التقنية وبفضل أطباء وضعوا كل خبرتهم وقلبهم في علاجي. لقد وُلدت من جديد هنا، وسأظل ممتنًا لهم ما حييت.”
نجاح هذه العملية يعكس ريادة مستشفى إن إم سي رويال – دبي في تبني أحدث تقنيات الأشعة التداخلية في الإمارات والمنطقة، ويبرز في الوقت ذاته الدور الحيوي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف في ضمان وصول المرضى إلى المستشفيات في الوقت المناسب لتلقي الرعاية المنقذة للحياة.
