منذ بداياتها، عُرفت الفنانة حنان مطاوع بقدرتها الفريدة على اختراق أعماق الشخصيات التي تقدمها، سواء على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة. لا تعتمد على البريق الخارجي بقدر ما تراهن على التفاصيل الدقيقة والانفعالات الصادقة، لتصنع حضوراً حقيقياً يتجاوز حدود الأداء إلى الإحساس الخالص.
هي ابنة الفنان والمخرج الراحل كرم مطاوع والفنانة سهير المرشدي، ورثت عن كليهما الحس المسرحي والالتزام الفني، لكنها صنعت طريقها بجهد شخصي وإصرار جعلها إحدى أكثر نجمات جيلها تميزاً.
وفي كل ظهور لها، تسعى حنان لأن تقدم عملاً يحمل بصمة وجدانية، تحرك المتلقي وتدفعه للتفكير، وفي حديثها مع “العربية.نت” تحدثت حنان عن فيلمها “هابي بيرث داي”، وعرضه خلال مهرجان الجونة السينمائي، وسر انجذابها للفيلم وتجربته الإنسانية المختلفة.

الفنانة حنان مطاوع – من حسابها على انستغرام
صدق إنساني ومعالجة مختلفة
قالت الفنانة حنان مطاوع إنها شعرت بانجذاب شديد إلى فيلم “هابي بيرث داي” منذ اللحظة الأولى التي قرأت فيها السيناريو، موضحة أنها “وقعت في غرام العمل” لما يحمله من صدق إنساني ومعالجة مختلفة.
وأضافت أن المخرج محمد دياب نجح في أن يقدم قصة تمس القلب دون أن تقع في فخ الميلودراما أو الاستعراض، مشيرة إلى أن الفيلم يقدم مأساة كبيرة من خلال عيون طفلة صغيرة لا تدرك حجم المأساة، وهو ما يجعل العمل خفيفاً رغم عمقه.
وأوضحت مطاوع أن ما شدها أكثر هو تلك الرؤية الفلسفية التي تظهر العالم ببراءة الطفلة، فهذا ما يجعل هناك وجع لأن الفيلم يتحدث بلسان الطفلة.
وأشارت إلى أن مشاهدها في الفيلم كانت مليئة بالتحديات، خاصة تلك التي صوِرت داخل مياه النيل، حيث وصفت التجربة بأنها الأصعب في مسيرتها، وأضافت: “المياه كانت راكدة ومليئة بالطمي، وأطرافي بدأت تتجمد من البرد”.
الفنانة حنان مطاوع – من حسابها على انستغرام
تتويج لتجربة مليئة بالصدق والتحديات
كما أكدت حنان مطاوع أنها كانت تراهن منذ البداية على المخرجة سارة جوهر، التي اعتبرتها من الأصوات الجديدة الواعدة في السينما المصرية، وقالت إنها أخبرتها بعد أول مشاهدة للفيلم أنها ستأخذ جائزة أول عمل.
وعبرت حنان مطاوع عن سعادتها بعرض فيلم “هابي بيرث داي” في مهرجان الجونة السينمائي، واصفة الحدث بأنه تتويج لتجربة مليئة بالتحديات والصدق.
وقالت إن المهرجان منحها فرصة لمشاهدة تفاعل الجمهور والنقاد مع العمل، مؤكدة أن الفيلم استطاع أن يترك أثراً عاطفياً لدى المشاهدين بفضل صدقه وبساطته، حيث تضفي المهرجانات لمسات مختلفة.
الفنانة حنان مطاوع – من حسابها على انستغرام
صوت الإنسان البسيط المهمش
وأشارت إلى أن الفيلم نجح في أن يكون صوتاً للإنسان البسيط المهمش، وأن مشاركته في مهرجانات دولية مثل تريبيكا ثم عرضه في الجونة تعني أن السينما المصرية ما زالت قادرة على المنافسة عالمياً.
وأوضحت مطاوع أن الفيلم شكل تجربة إنسانية عميقة بالنسبة لها، لأنه يدور حول الانقسام الطبقي في القاهرة من منظور شخصي وعاطفي، بعيداً عن الخطابات المباشرة.
وأضافت أن أكثر ما جذبها هو بساطة الفكرة وصدق التعبير، مشيرة إلى أن هذا النوع من الأفلام “يذكر الممثل لماذا اختار الفن من البداية، لأنه يحكي عن الإنسان قبل أي شيء”.
نقلاً عن موقع العربية
