لم يعُد الذكاء الاصطناعي اكتشافاً غريباً أو مفاجئاً، بل صار فرعاً علمياً واسعاً، وأداة إلكترونية فعّالة في إنجاز وتطوير الكثير من مجالات الكتابة لدى الشباب، وإغناء تجاربهم الإبداعية. وبينما يحمل في طياته إيجابيات متعددة، فإنه يثير تساؤلات حول تأثيراته السلبية المحتملة على الأصالة والأسلوب الفردي. في هذا الاستطلاع، نرصد آراء عدد من المبدعين والمبدعات، والاختصاصيين؛ للوقوف على مدى إحداث التوازنات الممكنة بين الإبداع الكتابي والتقنيات الحديثة، والتي أصبح على رأسها بالطبع الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت تأثيراته واضحة وحاضرة في مختلف الفنون والإبداعات الإنسانية، وهو ما يطرح العديد من التحديات المستقبلية. وبينما يفتح الفضاء الرقمي آفاقاً جديدة للكتابة والسرد، تبقى مسؤولية الحفاظ على الأصالة والهوية الفردية مرهونة بوعي المستخدم، وقدرته على توظيف هذه الأدوات كجسر نحو الإبداع، لا كبديل عنه.
تؤكد الشاعرة مريم المزروعي أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أحدثا تحولات جذرية في وسائل التواصل، وأساليب الكتابة والسرد المجتمعي.
وتقول: «أسهمت الأدوات الرقمية والمنصات الحديثة في توسيع دائرة التعبير وتعدد الأصوات، وفتحت آفاقاً غير مسبوقة أمام الشباب للمشاركة في إنتاج المحتوى الثقافي والأدبي».
وترى المزروعي أن تقنيات الذكاء الاصطناعي يسرت أدوات التحرير والتلخيص والترجمة، مما ساعد الكتّاب الناشئين على تطوير مهاراتهم وإيصال أفكارهم بجودة أعلى. غير أنها تحذّر من أن الاعتماد المفرط على هذه الأدوات قد يؤدي إلى تراجع الأسلوب الفردي في الكتابة لصالح قوالب جاهزة، وهو ما قد يفقد النصوص طابعها الذاتي، ويحول بعضها إلى محتوى سريع الاستهلاك.
سياسات داعمة
من جانبه، قدّم الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، رؤية استراتيجية للتعامل مع التحول الرقمي، مشدداً على أن التكنولوجيا لم تعُد مجرد أداة تقنية، بل محركاً رئيساً للتغيير الثقافي، قائلاً: «علينا وضع سياسات لدعم الكتابة الواعية، وإنشاء منصات لمراقبة جودة المحتوى بالشراكة مع شركات التكنولوجيا، وإطلاق جوائز للإبداع الشبابي تجمع بين التكنولوجيا والأصالة».
وأشار العلي إلى مبادرات مركز تريندز مثل «جائزة تريندز هب للبحث العلمي»، و«مجتمع AI عبر واتساب»، مؤكداً أهمية إطلاق ورش عمل بالتعاون مع الجامعات، وإصدار تقارير دورية عن أفضل الممارسات العالمية. كما اقترح إنشاء «مرصد رقمي معرفي» لتحليل المحتوى النصي الناتج عن الذكاء الاصطناعي، وفق معايير الأصالة والتأثير، ليكون مرجعاً للمشرعين والمبدعين.
هوية جديدة
أما العنود الحوسني، رئيس مجلس شباب تريندز، فلفتت إلى أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لم يغيرا فقط أدوات التواصل، بل أعادا تشكيل الهوية الثقافية للشباب. وقالت: «الجيل الجديد يعبّر عن نفسه عبر القصص القصيرة والريلز، ويستخدم أدوات مثل Chat GPT لصياغة النصوص الإبداعية، مما أتاح تعددية الأصوات».
وتضيف أن هذه الإيجابيات لا تخلو من مخاطر، أهمها فقدان الخصوصية والأسلوب الفردي، وانتشار المحتوى الزائف. وتشدّد على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مساعداً لا بديلاً عن الإبداع البشري، داعيةً إلى إطلاق برامج شبابية تقوم على مفهوم «السرد المدمج» Hybrid Storytelling، الذي يجمع بين الحس الإنساني والتقنية، مع إدراجه ضمن الاستراتيجيات الإعلامية الوطنية.
أفق مفتوح
المهندس عيسى المناعي، الباحث في «تريندز» والمتخصّص في الذكاء الاصطناعي، أوضح أن هذه التقنيات منحت الشباب وصولاً غير مسبوق إلى المعلومات والإلهام. ويقول: «مكّن للشباب البحث عن أي موضوع، وقراءة نصوص متنوعة، ومشاهدة مقاطع فيديو تلهمهم في كتاباتهم، إضافة إلى الاستفادة من برامج التدقيق اللغوي ومقترحات الصياغة لتحسين جودة النصوص».
وأشار المناعي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات الإلكترونية منحت الشباب منصات حرة لنشر كتاباتهم والتفاعل مع جمهور واسع، كما شجّعت أشكال المحتوى الجديدة مثل البودكاست والفيديوهات القصيرة على التجريب والابتكار.
لكن المناعي حذّر من سلبيات محتملة، أبرزها الاعتماد المفرط على الأدوات التقنية، بما يضعف الأصالة والتفكير النقدي، إضافة إلى مخاطر تتعلق بالملكية الفكرية وصعوبة التمييز بين النصوص البشرية وتلك المولدة آلياً. ويقول: «التكنولوجيا سيف ذو حدين، فهي تعزز الإبداع إذا استُخدمت بوعي، لكنها قد تفرغ النصوص من العمق والتفرد إذا تحولت إلى بديل عن الجهد البشري».
نقلا عن موقع مركز الاتحاد للأخبار
واصلت دبي استقطاب شركات جديدة في قطاع الخدمات المالية الرقمية منذ مطلع عام 2025، مستندة…
نظمت مجموعة IMI، بشراكة مع "إي إن جي فيوتشر ميديا"، في دبي، أول فعالية تجارية…
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس…
كوالالمبور في 26 أكتوبر/وام/ أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورابطة أمم جنوب شرق آسيا…
مستشفى ثومبي للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل،المستشفى الأكبر في المنطقة في مجال العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل…
دبي، الإمارات العربية المتحدة، أكتوبر 2025: أعلنت “أكاديمية QE2 للضيافة”، المؤسسة التعليمية الرائدة في مجال…