تشهد شركات التكنولوجيا العملاقة سباقاً محموماً على ضخ استثمارات غير مسبوقة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول مدى قدرة هذه الموجة من الإنفاق على تحقيق عوائد اقتصادية حقيقية.
بين طموح السيطرة على مستقبل التقنية، وقلق المستثمرين من احتمالات المبالغة في الرهانات، تبدو الأسواق في حالة ترقب حذر لمآلات هذا السباق المالي والتكنولوجي الذي يغيّر موازين القوى داخل وادي السيليكون.
وفي ظل تصاعد التنافس بين “غوغل” و”ميتا” و”مايكروسوفت“، تجاوز الإنفاق الرأسمالي لهذه الشركات خلال الربع الأخير وحده حاجز 80 مليار دولار، ما يعكس رهاناتها الكبرى على أن البنية التحتية ستكون مفاتيح النفوذ في عصر الذكاء الاصطناعي. إلا أن هذا السخاء المالي الهائل لم يُقابل دائماً بترحيب من الأسواق، التي باتت أكثر حساسية تجاه السرعة التي يمكن أن تتحول بها الاستثمارات إلى أرباح فعلية.
وفي حين ترى الشركات أن هذا الإنفاق ضرورة استراتيجية لضمان الريادة المستقبلية، تتنامى بين المحللين والمستثمرين مخاوف من تكرار سيناريوهات “فقاعات التكنولوجيا” التي أطاحت بأسواق سابقة.
وهنا يتجدد السؤال الجوهري: هل يقود سباق الإنفاق إلى بناء اقتصاد ذكاء اصطناعي أكثر نضجاً، أم إلى جولة جديدة من المبالغة والتضخم المالي؟
تشير صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير لها، إلى أن:
وقال ديك مولاركي، المدير الإداري لشركة إدارة الأصول SLC Management ، إن ردود الفعل المتنوعة تجاه خطط أرباحهم وإنفاقهم “تؤكد مدى حساسية المستثمرين تجاه السرعة التي يمكن أن يحقق بها الذكاء الاصطناعي الإيرادات”.
وأضاف: “يخشى المستثمرون من أن يؤدي الاندفاع نحو قيادة السوق إلى تجاوز الحد الأقصى. لا أحد يحتاج إلى التذكير بأن التاريخ حافل بحلقات من الحماس التكنولوجي التي ألحقت الضرر بالمستثمرين الأوائل في نهاية المطاف”.
من جانبه، يقول المستشار الأكاديمي بجامعة سان خوسيه، الدكتور أحمد بانافع لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:
وتقول شبكة “سي إن بي سي” الأميركية في تقرير لها، إن الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ، يبدو أنه يكرر نغمة مألوفة عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي: من الأفضل أن تُنفق أكثر مما ينبغي على أن تُنفق أقل مما يلزم.
خلال مكالمة مناقشة نتائج الربع الثالث للشركة يوم الأربعاء، تطرق زوكربيرغ إلى حجم إنفاق ميتا الكبير هذا العام، وعلى رأسه استثمار بقيمة 14.3 مليار دولار في شركة Scale AI، ضمن خطة لإعادة هيكلة وحدة الذكاء الاصطناعي التي باتت تُعرف الآن باسم Superintelligence Labs.. وقد أعرب بعض المتشككين عن قلقهم من أن هذا الإنفاق، من ميتا ومنافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي وعلى رأسهم OpenAI، قد يُغذي فقاعة مالية جديدة.
ولمنح المجموعة الجديدة التي أنشأتها ميتا ما يكفي من القدرة الحاسوبية لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، شرعت الشركة في بناء مراكز بيانات ضخمة، وأبرمت اتفاقات حوسبة سحابية مع شركات مثل أوراكل وغوغل وكور ويف.
وقال زوكربيرغ إن الشركة تلاحظ نمطاً يشير إلى أن ميتا ستحتاج إلى قدرة حوسبية أكبر مما كان مقدّراً في البداية. وأكد أنه بمرور الوقت ستؤتي هذه الاستثمارات المتزايدة في الذكاء الاصطناعي ثمارها الكبرى. وأضاف: “القدرة على ضخ استثمارات أكبر بكثير في هذا المجال من المرجّح جداً أن تكون خطوة مربحة على مدى فترة زمنية معينة”.
وأوضح زوكربيرغ أنه حتى في حال أنفقت ميتا أكثر من اللازم على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، يمكن للشركة إعادة توظيف هذه القدرات لتحسين أنظمة التوصية الأساسية ضمن “عائلة تطبيقاتها وإعلاناتها” بطريقة مربحة.
ويشرح أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، أسباب الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي، على النحو التالي:
لكنه في الوقت نفسه يحدد مجموعة عوامل تقلق المستثمرين، وأهمها:
وحول “هل سينفد صبر المستثمرين؟”، يقول إن هناك ثلاثة تصورات محتملة:
ويضيف: المستثمرون لم ينفد صبرهم بعد، ولكنهم ينتظرون ما هو أكثر من مجرد إعلانات؛ إنهم يريدون نتائج واضحة وسريعة نسبياً. فالذكاء الاصطناعي ليس فقاعة ولكن تقييم الشركات وكميات الإنفاق على الذكاء الاصطناعي قد تكون فقاعة.
نقلا عن موقع سكاي نيوز عربية
المصدر: أرقام
إنجاز عالمي جديد في التميُّز الأكاديمي أبو ظبي - 14 ديسمبر 2025 - 1:19 م الأولى على مستوى العالم،…
دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة – 13 ديسمبر 2025 عزّز مستشفى قُطينة التخصصي في دبي…
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة – 12 ديسمبر 2025:افتتحت «السعودي الألماني الصحية» (Saudi German Health) اليوم…
أروى الريّس تفوز برئاسة اتحاد طلاب أكسفورد 2026 كأول فلسطينية وعربية تتولى هذا المنصب في…
دبي، 05 ديسمبر 2025 يعلن المستشفى السعودي الألماني دبي عن انضمام الدكتور بلال محمد اليافوي…