بقلم الدكتورة. سارة ياكوفو، أخصائية الأمراض الجلدية في قسم كيوديرما مستشفى قطينه التخصصي
تُعد الرموش الطويلة والكثيفة إحدى علامات الجمال التي تسعى إليها العديد من النساء في مختلف أنحاء العالم. ومع انتشار معايير الجمال الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الرموش الاصطناعية جزءًا من الروتين التجميلي اليومي للكثيرات. إلا أن هذا الاتجاه يحمل في طيّاته مخاطر صحية وجلدية قد تكون خطيرة إذا لم تُراعَ الأسس الطبية السليمة.
لماذا تلجأ النساء للرموش الاصطناعية؟
تلجأ الكثير من النساء إلى الرموش الاصطناعية بهدف إبراز جمال العينين ومنح الوجه مظهرًا أكثر جاذبية. تلعب المؤثرات الاجتماعية دورًا كبيرًا في انتشار هذا التوجه، حيث تُروّج المشاهير ومؤثرات الجمال لهذه الإطلالة بشكل مكثف، مما يدفع الكثير من النساء لتجربتها دون الوعي الكامل بالمخاطر الطبية المرتبطة بها. كما تُسوّق بعض الصالونات هذه الإجراءات باعتبارها آمنة وسريعة، في حين أنها تحتاج إلى إشراف دقيق وتعقيم صارم وأدوات متخصصة لتفادي المضاعفات.
بدائل آمنة لتعزيز نمو الرموش الطبيعية
شهد مجال طب الجلد والتجميل تطورات كبيرة، منها ظهور السيرومات الطبية الغنية بالببتيدات والبروستاغلاندين التي تعمل على تحفيز بصيلات الرموش وتقويتها، بالإضافة إلى العلاجات الضوئية منخفضة الطاقة (LED therapy) التي تحسّن الدورة الدموية في منطقة الجفون. كما أن تناول الأغذية الغنية بالبيوتين والزنك يساهم في نمو شعر صحي.
ومن أبرز الابتكارات الطبية الحديثة منتج LATISSE® المرخّص طبيًا، والذي يُستخدم تحت إشراف الطبيب فقط ويُعد خيارًا آمنًا وفعّالًا مقارنة باللاصقات الصناعية.
أخطاء شائعة في تركيب الرموش داخل الصالونات
من أبرز الأخطاء التي تؤدي إلى مضاعفات جلدية أو عينية استخدام لاصقات تحتوي على مواد كيميائية مثل الفورمالدهيد، أو تركيب الرموش مباشرة على الجلد بدلًا من الشعيرات، مما يسبب انسداد المسام والتهاب الجفن. كذلك، يؤدي استخدام الأدوات أو الرموش ذاتها لأكثر من شخص إلى انتقال العدوى الفطرية أو البكتيرية. أما إزالة الرموش بعنف دون استخدام مزيلات مخصصة، فقد ينتج عنها اقتلاع الرموش الطبيعية وتهيج الجلد المحيط بالعين.
تأثير الاستخدام المتكرر على بصيلات الرموش
الاستخدام المتكرر للرموش الاصطناعية يسبب ضعف بصيلات الشعر نتيجة الشد المستمر وثقل المواد اللاصقة، مما يؤدي إلى تساقط تدريجي للرموش الطبيعية. وفي بعض الحالات، تفقد البصيلات قدرتها على إنتاج الشعر مجددًا، مسببة فراغات دائمة في خط الرموش يصعب علاجها لاحقًا.
فئات يجب أن تتجنب الرموش الاصطناعية
ينصح الأطباء بتجنّب استخدام الرموش الاصطناعية لدى النساء اللواتي يعانين من حساسية جلدية أو أكزيما حول العين، أو المصابات بالتهابات متكررة في الجفن، أو من خضعن لعمليات تجميل أو حقن حديثة في منطقة العين. كما يُنصح بتجنّبها أثناء الحمل أو الرضاعة بسبب احتمالية احتواء بعض المواد اللاصقة على مكونات مهيّجة أو غير آمنة.
حالات الضرر الناتجة عن الإجراءات الخاطئة
تسجل العيادات الجلدية العديد من الحالات التي تعاني من التهابات الجلد حول العينين بسبب المواد الكيميائية، أو حروق سطحية ناتجة عن استخدام لاصق ساخن، أو تساقط دائم للرموش نتيجة تدمير البصيلات. وفي بعض الحالات، تحتاج المريضة إلى علاج طويل بالأدوية الموضعية والمضادات الحيوية لتجنّب التندّب واستعادة نمو الرموش الطبيعي.
نصائح جمالية آمنة
- اختيار صالون موثوق يستخدم منتجات مرخصة ومعقمة.
- تجنّب الرموش الثقيلة أو الدائمة.
- منح الرموش الطبيعية فترة راحة بين كل جلسة وأخرى.
- استخدام السيرومات الطبية لتقوية الرموش بدلًا من اللاصقات.
- إزالة المكياج بلطف وتجنّب فرك منطقة العين.
- اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات لدعم صحة الشعر والرموش.
“الجمال الحقيقي يبدأ من العناية الصحية، وليس من المظاهر المؤقتة. لذا، لا ينبغي أن تكون الموضة سببًا في الإضرار بصحة العينين.”
– الدكتورة سارة ياكوفو، مستشفى قطينه التخصصي QSH

